ما هو الاحتباس الحراري

تعرف ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ما يُعرف بالاحترار العالمي بالإنجليزية (Global Warming) أو ظاهرة الدفيئة (Greenhouse)، كارتفاع في متوسط درجة حرارة الهواء الجوي في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للأرض خلال القرنين الماضيين. تحدث هذه الظاهرة نتيجة لحبس أو احتجاز الحرارة الشمسية في الغلاف الجوي بعد دخولها، مما يؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الأرض وارتفاعها. يتم ذلك عبر امتصاص غازات الغلاف الجوي مثل ثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس واحتجازها بالقرب من سطح الأرض، مما يساهم في ارتفاع حرارتها.

من خلال مقارنة مجموعة متنوعة من البيانات المتعلقة بالظواهر الجوية مثل درجة الحرارة ومعدلات هطول الأمطار مع التغييرات الحاصلة في المناخ مثل تركيب الغلاف الجوي والتيارات البحرية، تبين أن هذه التغيرات المناخية تحدث بشكل طبيعي على مدار الزمن منذ بداية العصر الجيولوجي. ومع ذلك، زادت التغيرات المناخية بشكل كبير خلال القرن الماضي نتيجة للأنشطة البشرية خلال الثورة الصناعية.

أقرأ أيضا: شركة عزل اسطح عزل اسطح بالرياض

خلال القرن الماضي، شهدنا ارتفاعًا في متوسط درجة حرارة سطح الأرض العالمي بين 0.3 و 0.6 درجة مئوية، وهو الارتفاع الأكبر في درجة حرارة السطح خلال الألف عام الماضي. ومن المتوقع أن يشهد القرن الحالي زيادة أكبر في درجات الحرارة، حيث تبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية حاليًا 15 درجة مئوية، ويتوقع علماء الطقس زيادتها بمقدار 2-4 درجات مئوية بحلول عام 2100.

تاريخ ظاهرة الاحتباس الحراري

يعتبر يافنيت أرينيوس أحد أوائل من أشار إلى زيادة نسبة ظاهرة الاحتباس الحراري مع مرور الزمن، وذلك نتيجة زيادة احتراق غاز ثاني أكسيد الكربون. قدّم أرينيوس فكرة أساسية تربط بين درجة الحرارة وتركيز ثاني أكسيد الكربون، حيث أظهر أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض يبلغ حوالي 15 درجة مئوية، وذلك بفضل قدرة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون على امتصاص الأشعة تحت الحمراء، وهذا ما يُعرف بتأثير الاحتباس الحراري الطبيعي.

من خلال دراساته، توصل أرينيوس إلى استنتاج بأن درجة الحرارة سترتفع بمعدل 5 سيليوس سنويًا، إلا أن هذه الدراسات تم تجاهلها مع مرور الوقت نتيجة الاعتقاد في أن التأثير البشري على الطبيعة ضئيل، وأن المحيطات ستتمكن من امتصاص كل كمية ثاني أكسيد الكربون المُنبعثة.

أقرأ أيضا:  نقل اثاث

في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، اعتمد تشارلز كيلينغ أحدث التقنيات لتحديد تركيز ثاني أكسيد الكربون في مناطق مثل أنتاركتيكا وماونا لوا، حيث لاحظ انخفاضًا في درجات الحرارة، مما أثار مخاوف من حدوث عصر جليدي. في الثمانينات، بدأ منحنى متوسط درجة الحرارة العالمية في الارتفاع، الأمر الذي دفع المنظمات البيئية للتحذير بشكل أكبر، وأخيرًا في عام 1988، تم الاعتراف بأن درجة حرارة المناخ قد تجاوزت السنوات السابقة، وظهر مصطلح الاحتباس الحراري.

غازات الاحتباس الحراري

الغازات الدفيئة، أو ما يُعرف بالإنجليزية بـ”Greenhouse Gases”، هي الغازات التي توجد بشكل طبيعي في الغلاف الجوي مثل ثاني أكسيد الكربون، وتقوم بامتصاص الأمواج الطويلة المعروفة بـ”الأشعة تحت الحمراء” وإعادة إشعاعها إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تسخين الأرض وتوفير ظروف ملائمة للحياة. على الرغم من دورها الحيوي في الحفاظ على حرارة الأرض، إلا أن زيادة نسبتها بشكل كبير بفعل العوامل البشرية تسبب اضطرابا في التوازن المناخي وارتفاع في درجة حرارة الأرض، مما يُسفر عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

أقرأ أيضا:  شركات تخزين الاثاث

يتم التعبير عن تركيز الغازات الدفيئة في الجو عادةً من خلال النسب المئوية، وتُظهر هذه النسبة النسبة المئوية للغلاف الجوي التي تتكون من الغازات الدفيئة. يُمكن أيضًا حساب نسب الغازات الأخرى مقارنة بحجم الهواء الكلي في الغلاف الجوي، وهذا يُعبّر عنه عادة بنسبة الغاز إلى حجم الهواء، ونسب هذه الغازات تكون غالبًا نسباً صغيرة جداً، لذا يتم الإشارة إلى تركيزها باستخدام وحدات معينة كالـppt التي تشير إلى أجزاء من الغاز لكل ترليون جزء من الهواء في الغلاف الجوي، والـppb التي تشير إلى أجزاء من الغاز لكل بليون جزء من الهواء في الغلاف الجوي، والـppm التي تشير إلى أجزاء من الغاز لكل مليون جزء من الهواء في الغلاف الجوي.

على سبيل المثال، في عام 2009، بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 385 ppm، مما يعني وجود 385 جزءً من ثاني أكسيد الكربون لكل مليون جزء من الهواء.

 

عن Mohamed Salem

شاهد أيضاً

أهمية التصميم الجرافيكي

الفن الجرافيكي هو تعبير فني يعتمد على الصور البصرية كوسيلة أساسية للتعبير، ويشمل مجموعة متنوعة …

إتصل الآن                     واتساب